كل عام وأنتم بخير
أيام قليلة تفصلنا عن شهر رمضان المبارك أعاده الله على الأمة الإسلامية بالخير والبركة.
وبينما يدور الجدل والإستعداد كل عام على قدم وساق لمسلسلات رمضان، تنتعش الأسواق بالسلع الرمضانية التى شهدت هذا العام إنخفاضا ملحوظا فى الأسعار لعدة أسباب
أولها أن الدولة تعمل بالمثل القائل، "وداونى بالتى كانت هى الداء"، حيث إنتهجت الدولة سياسات السوق الحرة من حيث التأثير على العرض حتى تنخفض الأسعار فنجد وزارة الزراعة من منافذها المنتشرة فى كل مكان تعرض سلعا بنسب تخفيض تصل لنحو 30%، بينما شركة الأسكندية للمجعات بدورها ـ وهى إحدى شركات القابضة للصناعات الغذائية بوزارة التموين ـ تطرح كميات من السلع الغذائية بمجمعاتها ومنافذها المشاركة فى فروع معرض سوبر ماركت "أهلا رمضان"، بأسعار مخفضة، وذلك فى إطار خطة الوزارة لتوفير السلع للمواطنين بأسعار مخفضة خلال شهر رمضان المبارك وبنسب تقل 25% عن أسعار العام الماضى.
ساهم أيضا إرتفاع سعر صرف الجنيه أمام الدولار فى الحد من الأثر التضخمى إضافة إلى توجه الشركات للبيع بالتجزئة وتصميم عبوات صغيرة الحجم تلائم جميع الدخول.
تشمل السلع المعروضة اللحوم والدواجن، وياميش رمضان، والأرز والزيت والسكر وغيرها من السلع الغذائية التى يقبل على إستهلاكها المواطن خلال الشهر الفضيل.
الإستعداد المبالغ فيه لشهر رمضان تتميز به مصر عن سائر الدول الإسلامية، فالعديد من دول الخليج إن لم يكن جميعها تهتم بالعبادات فى الشهر الكريم، وصلة الرحم، حيث تغلق المحال التجارية فى فترات الصلاة، وتنشط الزيارات العائلية، والصدقات والزكاة.
وتتميز مصر " بموائد الرحمن" حيث أصبح هناك شركات متخصصة فى إقامة هذه الموائد للراغبين، توفر كل لوازمها بما يشجع كثير من الناس على إقامتها
وهذا المظهر الجميل يجعل من شهر رمضان مائدة مصرية كبيرة يجتمع عليها الجميع باختلاف أعمارهم وأوضاعهم الإجتماعية، حيث يشارك أصحاب العمل عمالهم فى مائدة واحدة لتكون عنوانا للتكافل الإجتماعى، والشعور بالتقارب وتأكيد الإنتماء.
أيضا صلاة التراويح فى مصر لها مذاق خاص، فهى فرصة للعبادة للرجال والنساء، بما يعمر المساجد ، ويزيد من الوعى والتثقيف الدينى.
كثير من الإقتصاديين ينتقدون الإستهلاك الكبير فى رمضان، وأنا أرى أنه فرصة لإنعاش الأسواق، وزيادة دوران رأس المال للشركات المنتجة للغذاء والسلع الرمضانية، كما أنه فرصة أيضا للترويج للصناعات اليدوية البسيطة وأشهرها فانوس رمضان، والخيام، والعباءات، وسجاجيد الصلاة، وغيرها.
أتمنى أن تكون دراما رمضان هذا العام بمستوى لائق يراعى حرمة الشهر الفضيل، ويبنى القيم الدينية والأخلاقية، ولا يكون وسيلة لترويج الأفكار الغريبة والهدامة، والعادات البعيدة عن مجتمعنا وسلوكياتنا.
وكل عام ومصر بخير